ماهى أرض «الصريم» التي ذكرت في القرآن الكريم ؟.. (حقائق مذهلة)

يتساءل الكثير عن معنى كلمة الصريم التي ذكرت في القرآن، وأين تقع أرض الصريم، وماهى قصتها ؟

اختلف أهل التأويل في تفسير قول الله تعالى في سورة القلم: ﴿فأصبحت كالصريم﴾، فقال بعضهم أن معنى الصريم هو الليل الأسود، وقال بعضهم ان المقصود، أن جنة أصحاب هذه الأرض اصبحت محترقة سوداء كسواد الليل.

ولكن أين تقع هذه الأرض وماهى قصتها؟.. قال الله تعالى في في الآيات من 17-32 من سورة القلم :«إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ».

ذكرت عدة تفاسير أن هذه الجنة هي ارض في اليمن تبعد ما يقرب من 20 كيلومترا شمال مدينة صنعاء في منتصف الطريق المؤدي إلى محافظة (عمران)، وهي تقع بالقرب من القرية المذكورة في التفاسير والتي تسمى ( ضروان ) ولا زالت تحمل هذا الاسم إلى يومنا هذا، هذه المنطقة كبيرة جدا وهي محروقة بالكامل، فعلا كالليل الاسود كما وصفها المفسرون، وهي ليست ارض ميتة لا تخرج الزرع فحسب، بل انها تمزق الاحذية وتدمي الاقدام احيانا عند السير والتوغل فيها لان احجارها حادة ومدببة، ومن يرى تلك الارض لا يصدق انها كانت جنة عظيمة عامرة بالاشجار والثمار .

اما عن قصة هذه الأرض، يقول قال إبن عباس: إنه كان شيخ كانت له جنة(بستان )، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه، فلما قبض الشيخ وورثه بنوه- وكان له خمسة من البنين- فحملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملته من قبل ذلك، فراح الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر، فلما نظروا إلى الثمر والرزق الوفير الموجود، طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض: إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا أن لا نعطي أحدا من الفقراء في عامنا هذا شيئا، حتى نستغني وتكثر أموالنا، ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة. فرضي بذلك منهم أربعة، وسخط الخامس وهو الذي قال تعالى: (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).

فقال لهم أوسطهم: إتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا، فبطشوا به، فضربوه ضربا مبرحا. فلما أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم، غير طائع، فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يصرموه إذا أصبحوا، ولم يقولوا إن شاء الله، فإبتلاهم الله بذلك الذنب، وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه.

فأشار القرآن إلى أنهم كيف أقسموا على قطف ثمار مزرعتهم دون إعطاء الفقراء شيئا منها، وتعاهدوا على ذلك. ولكن لم يفلحوا في ذلك، وقال الله تعالى «فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم».

ومن الملفت للنظر، إن القرآن في عرضه لهذه القصة لم يحدثنا عن الموقع الجغرافي للجنة، هل كانت في اليمن أو في الحبشة، ولا عن مساحتها ونوع الثمرة التي أقسم أصحابها على صرمها.. لأن هذه الأمور ليست بذات أهمية في منهج الوحي، إنما المهم المواقف والمواعظ والأحداث لمعبرة، سواء فصل العرض أو إختصر.

ومن هنا نهتدي إلى أن من أهم الحكم التي وراء أخذ الله الناس بالبأساء والضراء وألوان من العذاب في الدنيا، هو تصحيح مسيرة الإنسان بإحياء ضميره وإستثارة عقله من خلال ذلك، كما قال ربنا عزوجل: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون).

زر الذهاب إلى الأعلى