جمعية إبلخنافر تنظم ندوة تأبينية للراحل الدكتور محمد ولد ماديك
نظمت جمعية ابلخنافر الخيرية مساء اليوم 06\01\2024 بالعاصمة انواكشوط ندوة تأبينية للراحل الدكتور محمد ولد ماديك في ذكرى وفاته السابعة والعشرين.
افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم، تلتها محاضرة بعنوان “الوفاء لأهل العطاء” قدمها الدكتور محمد ولد محفوظ. وقد حضرها جمع غفير.
قدّم المحاضِر بعض مناقب المرحوم مستعرضا جزءا من سيرته الحياتية، ومسيرته التعليمية التي بدأت بالمحظرة الموريتانية من كيفة، ومنها إلى المملكة العربية السعودية؛ حيث التحق هنالك بالدراسة النظامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حتى حصل على شهادتي الثانوية العامة والإجازة العالية.
مارس الدكتور محمد ولد ماديك التدريس في الثانويات السعودية لكن سرعانما استقال، والتحق بكلية الشريعة والقانون بالجامع الأزهر حتى حصل على شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى؛ وكان عنوانها “ابن عبد البر وتحقيق كتابه الكافي في فقه أهل المدينة”
وتمت المناقشة بتاريخ 12يوليو 1976 وقد حضرها أنذاك السفير الموريتاني اسماعيل ولد مولود، ونال خلالها الطالب محمد ولد ماديك شهادة الدكتوراه الأستاذية فكان أول موريتاني وأول سعودي يحمل هذه الشهادة.
عاد الدكتور محمد ولد ماديك إلى السعودية، وتبوأ عدة مناصب إدارية، وعُين فيما بعد مديرا لمركز الدعوة والإرشاد بموريتانيا وغرب افريقيا.
ثم اسدعي إلى الرياض لوظيفة باحث علمي، غير أن حب كيفة ونداء الوطن الأم جعلاه يستقيل من جديد؛ ليعود إلى كيفة مسقط رأسه، ويؤسس بها أول معهد إسلامي ظل قبلة للدارسين والباحثين، وقد كان هذا المعهد منهل علم استقى منه العديد من الطلاب، كما شكّل فرصة لبعض شيوخ المحاظر للتدريس فيه بطريقة حديثة وممنهجة.
ظل الدكتور محمد ولد ماديك في كيفة يزاول التدريس والتأليف من داخل معهده إلى أن وافاه الأجل 06\01\1997م.
رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته.
وبعد المحاضرة تدخل بعض الحضور ممن لهم معرفة مباشرة بالدكتور حيث أدلى الأستاذ محمد المصطفى ولد الجهاني بشهادة أبرز فيها ما كان يتمتع به الدكتور المرحوم من خصال حميدة وعلم غزير، كما أثنى رئيس جامعة محمد الأمين الشنقيطي على الدكتور من خلال الدور الرائد الذي قام به في تنقية العقيدة وتصحيحها مذكرا بتبحره وأستذته في المذاهب الأربعة.
وذكر الأمين العام لوزارة الزراعة أحمد سالم ولد العربي في شهادته أن المعهد الإسلامي في كيفة ساهم بشكل جلي في تكوينه وجيله من التلاميذ؛ حيث تزامن وجوده مع دخولهم المرحلة الإعدادية والثانوية وهي مرحلة كانت تحتاج إلى فضاء ثقافي تعليمي موازٍ يعززون به معارفهم.