مقابلة المفوضة تضمنت عبارة صريحة وهي أننا ” لسنا عمالا ” بمعنى أن عبارة “عمال “برنامج تموين أصبحت مثار جدل ويبدو أن المحكمة العليا بنواكشوط أصبحت لاتميز بين من هم عمال ومن هم مجرد مؤتمنين !
و الذنب يعظم على قطاعي العدل والاعلام باقرارهما لهذا الإسم واستخدامه أكثر
من مجموعة طموحة لا تدرك ماهيتها ولا العلاقة التي تربطها بالطرف الآخر .
يبدو أن المفوضة تتحدث بلغة الأمر الواقع وليس بمنظور قانوني بحت
صحيح أن البرنامج يشغل عددا معتبرا يقارب عمال التعلبم وهذا دليل على أهميته وضرورة البحث الجاد عن تصحيح وضعيته والعناية بهذا القدر من المواطنين والاسراع في انهاء معاناتهم ..وصحيح أن هؤلاء العمال محرومون منذ عقد من الزمن من جل حقوقهم القانونية وهذا يتنافى ومضامين قانون الشغل والإتفاقية الجماعية والإدارة هي بالأساس من تتحمل المسؤولية وكل مسؤول طبيعي تولى هذا الملف سوف يسأل عن هؤلاء العمال ومعرض للمساءلة في أي لحظة من نضج وتطور الملف .
ما لم تقله معالي المفوضة بنت خطري هو أن الحكومة الموريتانية إلى حد الآن عاجزة عن اتخاذ قرار حاسم لاعتبارات مختلفة أو أنها توصلت بالفعل إلى قرار حاسم علينا أن نتقبله كعمال لأنه يمثل مخرجا للطرفين ، الإدارة من جهة والعمال من جهة أخرى
وقد كان من الأجدر بالحكومة الموريتانية أن تخصص الإكتتاب المرتبط بالمؤسسات ذات الصلة بالبرنامج لصالح هؤلاء العمال مثل تآزر ومفوضية الأمن الغذائي وحماية المستهلك وباقي ادارات قطاع التجارة بعد احصاء هؤلاء العمال وحظر التلاعب بملفهم أو تجاوز لتوصياته .
لكن هذا لم يحدث وظل العمال هم الفئة المستثناة من الاكتتاب باستثناء من استفاد منهم بالطرق الملتوية ، مما زاد الطين بلة فأصبح المخضرم منا ينهار مع الوقت والعدد يتوسع وفرضية الحل تتعقد إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه
نتحمل كعمال جزءا هاما من المسؤولية لأسباب داخلية وهي أننا لسنا مستعدين للاتحاد من أجل نيل الحقوق ، وعليه فلا نعد عامل ضعط لتسريع الحل وتسوية الملف مقارنة بملفات أخرى أصحابها نجحوا في ذلك والإدارة مجبورة على التعامل معهم من منظور فيزيائي واقعي ؛
*فإرادتك في الأخير هي التي تحدد طبيعة التعامل معك*
أجدد قولي للرفاق : ” من أستطاع أن يقفز فليفعل ومن أستطاع أن ينقب فليفعل ….
وأن عمال برنامح تموين ” أمل سابقا” عمال للدولة الموريتانية ولكن حقوقهم مهضومة وعليهم أن يواصلوا نضالهم و يستعدوا للتسوية ويتقبلوها بدون ضجيج فلعلها خير من التمادي في الواقع المبهم والليل الطويل !!