دعوة الرئيس للوقوف ضد الشائعات لاتعني التضيق على الحريات /محمد عالى عبادي

لا تعنى دعوة رئيس الجمهورية بالوقوف أمام الشائعات، وسن القوانين للحد من خطرها، اعتداء على حرية الصحافة، حسب اعتقادى، ولا تعتبر مساسا بحرية التعبير، بقدر ما تصب في الاتجاه الذي طالما دعونا له منذ مدة، من أجل التمييز بين الصحافة والتدوين، رغم التلاقى في مبدإ الإخبار.
فالصحافة تعمل وسط ضوابط مهنية وقانونية، تفرض عليها التدقيق فيما تنشر، وتسليط الضوء على جميع الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بعيدا عن الإثارة .. إنها مهنة واحتراف، بينما التدوين لا يعدو كونه مساحة للجميع للتعبير عن آرائهم ونقل الأحداث دون ضوابط أو كوابح محددة، يختلط فيها الحابل بالنابل.
وقد آن الأوان لرسم حدود فاصلة بين الصحافة والتدوين، مع الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في مجال حرية التعبير، من خلال خلق مؤسسات صحفية قوية، وصحفيين قادرين على لعب دورهم بكل مهنية واحتراف.. يخلقون رأيا عاما واع بما له وما عليه.
ومن أجل الابتعاد عن الاستغلال السيئ لسن قوانين جيدة ومقبولة، على السلطة أن تعمل على خلق تشاور مع الفاعلين في الميدان للاطلاع على الترسانة القانونية قبل المصادقة عليها .
محمد علي ولد عبادي

زر الذهاب إلى الأعلى