كنت اتمنى ان تسعفني اللغة العربية في عنوان مختصر يحيط بضخامة ما اريد التحدث عنه رغم ان اللغة العربية هي الاغنى
لقد كنا في موقع كيفه أون لاين ولا زلنا نتحاشى التحدث عن الثناء على الاشخاص خاصة اثناء قيامهم بواجبهم التكليفي ومزاولتهم لاعمالهم على راس وظائفهم الخدمية
اما وقد غادر والي ولاية لعصابة السيد محمد ولد احمد مولود فانه شهادة لله سنتحدث عن خصال الرجل التي لاشك انها تراكمية بين التربية والمنشإ الصالح والتجربة والمعاملات وصنيع الله في خلقه
ومن هنا فانني ساختصر هذه السطور التي لن توفي الرجل حقه انطلاقا من عنصرين اثنين
اولها الوالي المواطن
وثانيهما الوالي الوطني
الوالي المواطن
لايختلف اثنان من ولاية لعصابه وقد عبروا عن ذلك في اشمل واكبر حفل وداع اقيم لمسؤول لم يمض على قدومه سوى سنتين ونيف على ما من الله به عليه من خلق رفيع والاخلاق فاضلة وتواضع جم وقرب وبساطة ونقاء قلب وحسن سريرة وقوة حين يستدعي المقام ذلك
ولكي يكون للكلام معني فانه لابد من ذكر بعض مواقف الرجل التي كنا شهودا مباشرين عليها في عدة محطات من زياراته التي دأب على تاديتها في كيفه وكنكوصة وكرو وباركيول وبومديد
فالعناية الكبيرة والاهتمام الصادق الذي يوليه والي ولاية لعصابه السيد محمد ولد احمد مولود لكل ساكنتها يتمثل في المقام الاول في القرب من المواطن والاستماع اليه وخفض الجناح له وبذل الجهد لحل مشاكله فقلما يزوره شاك او قاصد حاجة في مكتبه الا وخرج راضيا مرتاحا سعيدا بما ابداه له وفي كل محطاته تراه قريبا من المواطن مستفسرا عن حاله
* فباب مكتبه مفتوح بشكل يومي وان كان نظام العمل يستدعي تخصيص ايام معلنة الا ان الوالى لايلتزم بجدول اللقاء انما يستقبل كل ذي حاجة اضافة الى هاتفة الذي يستقبل من خلاله كل من يتصل عليه دون حتى معرفة المتصل
وفي زياراته الميدانية كثيرا ما يتوقف الوالي بل يوقف النشاط مهما كانت اهميته او ضيق وقته حين يحاول اي مواطن ضعيف او شاك اللجوء اليه او طلب التحدث اليه
ففي الايام التشاورية لاصلاح النظام التعليمي اوقف الوالي الانطلاقة الرسمية لما يزيد على نصف ساعة استجابة لالحاح شيخ يطلب الكلام وهو معلم متقاعد طاعن في السن ليلقي قصيدة ربما زادت على مائة بيت
وفي زيارته لحفل اقامته شبكة الطفولة الصغرى في حي المطار
توقف الوالي عن جولته داخل اروقة قاعات تدريس الاطفال ليستمع الى رجل ٱخر كبير كان يشكوا انقطاع الكهروباء
فتحدث معه بتواضع واريحية حتي ارتاح الشيخ واستبشر ليبدا بعبارات الثناء والشكر لسيادة الوالي
وفي زيارة اخري لمركز الوثائق المؤمنة
كان هناك رجل ٱخر يود التحدث الي الوالي فتوقف للاستماع اليه
فكان يطلب ان تتم مساعدته حتي يتم اختياره في قرعة الحج
فشكره الوالي ودعا له بالتوفيق وقال له بالحرف الواحد ايها الوالد ان الله كريم فان كنت نويت الحج ولم يوفقك الله في الاختيار فاجرك على الله ونصيحتي لك ان لم تفز بالقرعة خذ هذا المال ووزعه على الفقراء والمحتاجين فان الله سيكتب لك عظيم الاجر
فتعجب الرجل وقال له انشاء جزاك الله خيرا
وفي زيارة له اخري لمنظمة كورداك
اعترضت سيدة طريقه طالبة منه التدخل لدى شركة الكهروباء لتخفيف فاتورة استهلاك ادعت انها لاتستطيع تسديدها
فلم يجاملها وقال لها ان عليك تسديد هذه الفاتورة ولن استطيع مساعدتك في امر كهذا الا على المستوى الشخصي فديون هذه الشركات يجب ان تسدد في وقتها وان كان هناك خطأ فسيتم تصحيحه فشكرته وتفهمت الموضوع والامثلة كثيرة لاحصر لها
الوالي يسكنه حب المواطن الضعيف ويشعر ويحس بمعاناته ويسعى بكل السبل لحلها فوصاياه للمسؤولين متعددة ومتنوعة باخذ مشاكل المواطن بعين الاعتبار وحلها في اسرع وقت ممكن اما في الجانب الاخر
الوالي الوطني
فلا مساومة على الاطلاق ولا تهاون حين تتعلق الامور بالوطن ومصالح المواطن
فلا زال الجميع يتذكر حديث الوالي امام المزارعين خلال انطلاق نشاطات الحملة الزراعية لهذا العام
حين تحدثت المنظمات والافراد واعطوا لوحة وردية عن الزراعة وثمنوا مجهوداتهم الشخصية وانتاجهم الخاص
لم يترك الوالي الامر يمر بهذه الصورة بل قال انه لاتوجد زراعة ولامنظمات
زراعية لها انتاج معبر من الخضروات او الحبوب بالمعني الحقيقي وعليه يجب التوقف فورا عن هذه المسلكيات التي ضيعت كل الفرص وانه حان الاوان ان نغير من افكارنا ونتوجه الى الزراعة بشكل علمي وجاد وان الحكومة لن تساعد الا المنتجين الحقيقيين الذين اثبتوا جدارتهم على ارض الواقع كما ستتابع السلطات المحلية هذه الحملة بشكل ميداني ولن تذهب التمويلات الخاصة الا الى مستحقيها
وفي مناسبة اخري استدعى والي الولاية كافة المشاريع التمنوية وكافة المنظمات الوطنية والاجنبية والهيئات المتدخلة
حيث بدأ رؤساؤها بالحديث وكل تحدث عن انجازاته الكبيرة التي قام بها وانجزها هنا او هناك
ليأخذ الوالي الكلام من جدبد ويقول
اذا كنتم فعلتم كل هذه الاشياء فالمواطن لم يشعر بها ولم يجد لها انعكاسا ايجابيا علي حياته المعيشية قائلا نحن نريد تقديم خدمات تعين المواطن وتساعده في توفير حاجياته فبهت القوم … ليقوم بعد ذلك بتشكيل لجنة متابعة لهذه المشاريع والمنظمات يرأسها مستشار له ملزما الجميع بمراسلة اللجنة بجميع تدخلاتهم
وخلال اجتماعه بالصحافة المحلية
قال الوالي انه يثمن عاليا الادوار الرائدة التي تقوم بها الصحافة المهنية وانه شخصيا يقدرها ويحترمها وان كان في نفس الوقت لايعجبه مايقوم به البعض من ابتزاز وانحراف عن الدور الرقابي المحوري الهام الذي تلعبه الصحافة بوصفها السلطة الرابعة وطالب من الحضور اظهار كل الاختلالات في التسيير والكتابة عنها في كل المرافق كما دعا ممثلي وسائل الاعلام الحاضرة الى متابعة الشان المحلي واظهار كل النواقص في اي قطاع تمت ملاحظتها وهذا هو دور الاعلام ونحن نشجعه
واخيرا هاهو والي ولاية لعصابة يغادرها تاركا خلفه اجيالا من محبيه بعدما اسس لتصور جمعوي ساد لدى المواطنين ان التواضع والقرب من المواطن لا يورث الا التقدير والاحترام
قاد الوالي هذه الولاية بحنكة وتفهم وروية مكنته من الخلط بين الاثنين القيام بالواجب على اكمل وجه ونيل ورضى ومحبة المواطنين
ليعطي بذلك درسا خالدا ان تطبيق توجيهات الرئيس بالقرب من المواطن والاستماع اليه والحوار معه هي حقا الابهة الجميلة للسلطة
الوالي احب لعصابه و ساكنيها ولم يترك اي سانحة اتيحت له مع الوزراء والمدراء والمسؤولين الا وقام بتقديم طلبات لحلول كل المشاكل وتقديم الدعم والاستثمار لهذه الولاية وتوجيه الاستثمارات اليها وفتح الجامعات والمعاهد فيها
ورغم ان كل هذه النجاحات ماكانت لتتم لولا هؤلاء المعاونين من اداريين وسلطات امنية وعسكرية مميزة كما قال الوالي اليوم في حفل توديعه وصدق الوالي
وكالة كيفه اون لاين تثمن عاليا جهود الوالي محمد ولد احمد مولود وكافة معاونيه من اداريين وسلطات امنية وعسكرية وتتمنى له التوفيق والسداد كما نتمنى التوفيق والسداد لخلفه
احمد ولد الناده المدير الناشر لكيفه أون لاين